جماعة القسم

  يُعدّ إزالة القيم والسلوكيات السلبية، والحدّ من المشاعر الفردية المعيبة، هدفًا أساسيًا في العملية التربوية الحديثة، إذ إنّ دفع المتعلم نحو الاندماج داخل الجماعة يُسهم في تبنّي اتجاهات إيجابية وتشكيل سلوكيات جماعية نموذجية.

  وفي هذا السياق، يُعتبر تدريب الطاقة الجسدية والعقلية لتحقيق أعلى درجات المردودية والإنتاجية أحد الأعمدة الأساسية للفكر الاشتراكي العملي، كما أشار إلى ذلك أنطوان مكارينكو. ومن جهة أخرى، يُستحسن تعويد تلاميذ الفصل على العمل الحر ضمن جماعات متجانسة من حيث السن والمستوى الدراسي، وفق ما أكده كوزينيه، حيث يُسهم هذا التجانس في تعزيز التعاون والتفاعل البنّاء بين المتعلمين.

  علاوة على ذلك، فإنّ خلق فرص للعمل الجماعي يُمثل عنصرًا محوريًا لتحقيق الأهداف التربوية؛ ويمكن تجسيد ذلك من خلال تشغيل مطبعة القسم، وتأسيس تعاونيات جماعية، بالإضافة إلى إصدار جريدة مدرسية تُعزّز الجوانب الإعلامية والإبداعية لدى التلاميذ. كما يُسهم الاهتمام بالتراسل، والتحقيقات الخارجية، وإعداد الجذاذات والملفات المدرسية، إلى جانب تنظيم التوثيق المكتبي وإدارة الخزانة المدرسية، في ترسيخ منظومة عمل متكاملة تدعم الجانب العملي والتطبيقي للتعلم الجماعي.

  وفي إطار تسيير المدرسة تسييرًا جماعيًا ذاتيًا، يتطلّب الأمر تنسيقًا تامًا مع إدارة المؤسسة، كما يقترح ذلك سليستان فرينيه.

  وأخيرًا، يدعو الفكر التربوي المعاصر إلى الانخراط في جماعة البيداغوجيا المؤسساتية، وهو نهج يقوم على تعاون متكامل بين جميع الأطراف التربوية، كما أشار إليه كل من فرديناند أوري، وكلاباريد، ولاباساد. وهكذا يُشكّل هذا النموذج المتكامل، الذي يجمع بين أساليب العمل الجماعي، والتقنيات الإعلامية الحديثة، والتسيير الذاتي الجماعي، إطارًا علميًا منظّمًا يُسهم في إزالة السلوكيات السلبية، وتنمية قدرات المتعلمين بشكل فعّال، مما يؤدي إلى تحقيق مستويات متقدمة من الإنتاجية والمردودية داخل العملية التعليمية.