سيرورة النمو و الاكتساب عند الطفل
تُعد مرحلة الطفولة من أهم وأخطر المراحل التي يمر بها الإنسان خلال مسار حياته، حيث تُشكل الأساس الحيوي لكل نمو جسدي، عقلي، نفسي واجتماعي.
ولا تُعتبر الطفولة مجرد فترة عابرة، بل هي مرحلة تأسيسية ضرورية تُمهد للانتقال إلى المراهقة ثم إلى الرشد والنضج.
وقد اختلف الباحثون في تحديد بدايات هذه المرحلة ونهاياتها بدقة، نظرًا لاختلاف الثقافات، العادات، المناخات، الظروف الاجتماعية، والتطورات التاريخية التي تؤثر في مسار النمو عبر المجتمعات.
مراحل النمو عند الطفل
يمر الإنسان بمجموعة من المراحل النمائية المتسلسلة، لكل منها خصائصها ومتطلباتها:
1. المرحلة الجنينية: من الإخصاب إلى الولادة.
2. مرحلة المهد: من الولادة حتى عمر سنتين (أو إلى الفطام).
3. مرحلة الحضانة: من سن 3 إلى 5 سنوات.
4. مرحلة الطفولة: من سن 6 إلى 12 سنة.
5. مرحلة المراهقة: تبدأ مع البلوغ وتمتد حتى بداية الرشد.
6. ثم تأتي مراحل الرشد، الشباب، وأخيرًا الشيخوخة.
ويُظهر الطفل في كل مرحلة تحولات كمية وكيفية تشمل جميع الجوانب: النمو العقلي، اللغوي، الانفعالي، النفسي، الحركي، الاجتماعي والدراسي.
مبادئ النمو عند الطفل
يتّبع نمو الطفل مبادئ سيكولوجية وعلمية منها:
• التدرج من البسيط نحو المعقّد،
• التغير من الخاص نحو العام،
• التكامل بين النضج البيولوجي والتعلم،
• تأثر النمو بعوامل وراثية وبيئية متداخلة (الأسرة، الشارع، المجتمع…).
علم النفس النمائي: الإطار النظري
تندرج دراسة الطفولة ضمن ما يُعرف بـ علم النفس النمائي (ou développemental)، وهو علم يهتم بتتبع تطور الفرد في مختلف مراحل عمره، سواء من زاوية:
• بيولوجية (النمو الجسدي والهرموني)،
• فيزيولوجية (الوظائف الحيوية)،
• نفسية وعاطفية،
• أو اجتماعية وثقافية.
ويرتبط هذا العلم ارتباطًا وثيقًا بمنجزات البيولوجيا التطورية كما صاغها داروين، لامارك، ومندل، ويسعى إلى فهم قوانين النمو وتفسيرها من أجل دعم الطفل تربويًا وتعليميًا بشكل سليم.