علاقة علم الاجتماع التربوي بعلم الاجتماع العام
يُعد علم الاجتماع التربوي فرعًا من فروع علم الاجتماع العام، ويمثل أحد أهم مجالاته ذات الطابع الميكرو-سوسيولوجي، نظرًا لارتباطه المباشر بقضايا المدرسة، المجتمع، التنمية، والتخلف.
وتقوم العلاقة بين العلمين على أساس التأثير المتبادل؛ فبينما يعتمد علم الاجتماع التربوي على التصورات والمقاربات النظرية والمنهجية لعلم الاجتماع العام، فإن هذا الأخير يستفيد بدوره من نتائج أبحاث علم الاجتماع التربوي، سواء على المستوى التحليلي أو الميداني أو المختبري.
ويستمد علم الاجتماع التربوي الكثير من أدواته ومفاهيمه من النظريات السوسيولوجية الكبرى، مثل:
. • المادية التاريخية (كارل ماركس)
• البنيوية (لوي ألتوسير)
• البنيوية الوظيفية (تالكوت بارسونز، روبرت ميرتون)
. • النسقية (كومبس، بودون، فالو…)
كما يشترك مع علم الاجتماع العام في الأدوات والمفاهيم وفي تناول قضايا محورية، مثل علاقة النظام التربوي بالمجتمع الكلي.
ولذلك، لا تقتصر سوسيولوجيا المدرسة على مقاربة المدرسة كمجتمع مصغر فقط (المقاربة الميكرو)، بل تنفتح كذلك على المقاربة الماكرو-سوسيولوجية، عبر تحليل علاقتها بباقي البنيات والمؤسسات الاجتماعية الكبرى (الاقتصاد، السياسة، الإعلام، الدين…).
ويُعنى علم الاجتماع التربوي أيضًا بدراسة:
• الممارسات التربوية،
• العلاقات الاجتماعية التي تؤثر في سلوك الفاعلين التربويين داخل المؤسسات،
• التفاعلات التي تشكّل الدينامية الداخلية للمؤسسة التعليمية.
وبالإضافة إلى ارتباطه بعلم الاجتماع العام، فإن لعلم الاجتماع التربوي علاقات وثيقة مع العديد من العلوم الأخرى:
• من العلوم الاجتماعية: علم النفس، التاريخ، الاقتصاد، الأنثروبولوجيا، والعلوم السياسية.
• من العلوم الإنسانية: اللغات، الفلسفة، الفنون، الديانات.
• من العلوم التطبيقية: الرياضيات، الفلك، الهندسة، الطب، وعلوم التربية.