عرفت السنوات الأخيرة نفسا جديدا لإصلاح منظومة التربية والتكوين؛ حيث صدرت الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، تلاها القانون الإطار51.17 والنموذج التنموي الجديد، ثم جاءت المشاورات من أجل مدرسة ذات جودة للجميع، مبنية على الإنصاف وتكافؤ الفرص وتطوير البحث العلمي، وتشجيع الابتكار، والتجديد، والإبداع.
وهذا ما أكدته خلاصات التقارير التركيبية الجهوية للمشاورات، والتي عملت الوزارة بكل مكوناتها على تحويلها إلى خارطة طريق للإصلاح (2026-2022)، تتضمن ثلاثة محاور أساسية للإصلاح وأهدافا استراتيجية لكل محور، وهي: المتعلم(ة)[04 أهداف]، والمدرس(ة)[03 أهداف]، والمؤسسة [03 أهداف].
وفي سياق مواكبة الإصلاح، وخاصة ما يتعلق بالعمل على إعداد هندسة مطورة لتأهيل أطر هيئة التدريس، لتخريج مدرسات ومدرسين ذوي خبرة قادرين على تمكين المتعلمات والمتعلمين من التعلمات الأساس وتجويدها، والإسهام في تقدمهم ونجاحهم، تندرج مجزوءة الديدكتيك العامة ضمن عدة التكوين الخاصة بأطر هيئة التدريس بمسلك التعليم الابتدائي، التخصص المزدوج، بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التي تتبنى نموذجا تكوينيا يمتد على مدى سنتين. تخصص السنة الأولى للتكوين الممهنن بالمركز ومؤسسات التدريب باعتماد الأنموذج: عملي-نظري-عملي، فيما تتم السنة الثانية في مؤسسات التعيين، في إطار التحمل الكلي للمسؤولية.
وتعد مجزوءة الديدكتيك العامة من بين مجزوءات وورشات التكوين الثمانية عشرة التي تؤلف فيما بينها، بالإضافة إلى الأنشطة الميدانية، والتكوين الذاتي الموجه، عدة تكوينية متناسقة ومتكاملة تسهم في الارتقاء بأطر هيئة التدريس، تنزيلا لما جاء به القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وخاصة المشروع رقم 9، الذي يشير إلى تجديد مهن التربية والتكوين والارتقاء بتدبير المسارات المهنية. وهو مشروع يهدف إلى تطوير أداء الفاعلين التربويين، وذلك بالرفع من جودة تكوينهم وتحسين تدبير مساراتهم المهنية؛ من خلال الرفع من نجاعة التكوين الأساس وتعميمه على جميع الهيئات وجعله مُمَهنِنا.
المجزوءة أساسية في عدة التكوين تعتمد التزام المعيرة للإسهام في تحقيق مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص في التكوين والتقويم، وتكمن أهميته في كونه: – يوفر مادة علمية وظيفية؛ – يسهم في البناء المعرفي للمهنة؛
– يسهم في بناء الكفايات المهنية؛ – يشجع على الانخراط في التكوين الذاتي الموجه بوصفه تكوينا دائما في مساره المهني؛
– يستثمر في الأنشطة التكوينية إعدادا وبناء وتوليفا.