مفهــــوم التعلـــم

   يُعَرَّف التعلم بوصفه عملية اكتساب منظم للمعارف والمهارات والمواقف والقيم، تتم عبر الإدراك والاستبصار والتنظيم العقلي للخبرات، سواءً كانت موروثة أو مكتسبة بالتجربة والممارسة. إنه نشاط مركب يتطلب النضج البيولوجي والتطور الذهني والوجداني، ويتحقق من خلال التفاعل المستمر مع المحيط، ومن خلال التمرين والتكرار والتعليم والتدريب.

   يرتبط التعلم ارتباطًا وثيقًا بـالدافعية، التي تتجسد في الحاجات البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، والمعرفية، التي تحفز الفرد على التعلم بغرض تحقيق التوازن والتكيف الذاتي مع البيئة والواقع. ومن ثم، لا يُعد التعلم فعلًا عفويًا، بل سلوكًا مكتسبًا يتطلب جهدًا معرفيًا وانفعاليًا وبدنيًا.

   يتجلى التعلم أيضًا في حل الوضعيات-المشكلات، والبحث عن حلول جديدة، مما يجعل منه عملية دينامية تفاعلية تركز على بناء المعنى وتوليد المعرفة واكتشاف المجهول. ويختلف التعلم عن العادة التي تُكتسب بشكل آلي، إذ يتطلب التعلم مجهودًا وصبرًا ووعيًا ذاتيًا بالغايات.

   ويُعد التعلم عملية نفسية-عقلية خاضعة لقوانين وآليات محددة، تؤدي إلى بناء عادات معرفية، ووجدانية، وحسية-حركية. وهنا تتجلى أهمية التربية في توجيه هذه العادات نحو ما هو إيجابي ونافع.

   أما الذكاء، فهو القدرة العقلية التي تسمح بالتعلم والفهم والتفسير، ويُعتبر شرطًا من شروط التعلم، بل إن التعلم يُعد من الوظائف الأساسية للذكاء. ومن هنا، تختلف سرعة التعلم وفعاليته باختلاف أنماط الذكاء، ومستوياته، وطبيعته، مما يفسر الفوارق بين المتعلمين على المستويين البيداغوجي والديدكتيكي.