التعلم في منظور البنائية
📘 التعلم في منظور البنائية
في منظور البنائية (Le constructivisme)، يُعد التعلم عملية نشطة وبنائية، يقوم فيها المتعلم ببناء معرفته بنفسه، من خلال التفاعل مع البيئة والمحيط والمشكلات، وليس مجرد تلقي سلبي للمعارف الجاهزة. يقوم هذا المنظور على أعمال عدد من العلماء، أبرزهم:
🧠 1. جان بياجيه (Jean Piaget)
• يُعتبر المؤسس الفعلي للتيار البنائي.
• يرى أن التعلم نتيجة لتفاعل مستمر بين التمثّل (assimilation) والملاءمة (accommodation)، بهدف تحقيق التوازن المعرفي (équilibration).
• حدد أربع مراحل للنمو المعرفي:
1. المرحلة الحسية-الحركية (0-2 سنوات)
2. ما قبل العمليات (2-7 سنوات)
3. العمليات العيانية (7-11 سنة)
4. العمليات الصورية (12 سنة فما فوق)
• التعلم مرتبط عنده بدرجة النمو المعرفي، لذا يجب احترام مراحل تطور المتعلم.
🧩 2. ليف فيغوتسكي (Lev Vygotsky)
• رغم كونه أقرب للسوسيو-بنائية، إلا أن نظريته تُكمّل البنائية.
• أبرز مفاهيمه:
• المنطقة القريبة للنمو (Zone proximale de développement – ZPD):
ما يمكن للطفل فعله بمساعدة الآن، سيتمكن من فعله بمفرده لاحقًا.
• يؤكد على أهمية التفاعل الاجتماعي في البناء المعرفي.
• أداة التعلم الأساسية هي اللغة، وخصوصًا الخطاب الداخلي.
🧠 3. جيروم برونر (Jerome Bruner)
• شدد على دور الاكتشاف في التعلم، ودعا إلى بيداغوجيا نشيطة.
• قدم ثلاث أنماط لتمثيل المعرفة:
1. التمثيل الفعلي (Enactive)
2. التمثيل التصويري (Iconic)
3. التمثيل الرمزي (Symbolic)
• يرى أن أي موضوع يمكن تبسيطه لكي يفهمه المتعلم في أي مرحلة عمرية، شرط اعتماد البناء التدرّجي.
🔧 مميزات التعلم في المنظور البنائي:
• التعلم يتم عبر حل المشكلات وليس حفظ المعارف الجاهزة.
• المعرفة لا تُنقل بل تُبنى.
• يشارك المتعلم فعليًا في بناء المعرفة.
• الخطأ له قيمة تربوية، إذ يسمح بإعادة البناء.
• التقييم البنائي يركز على التقدم، وليس على المقارنة بين المتعلمين.
🧠 مقارنة سريعة:
العالم | ما يميزه |
---|---|
بياجيه | التعلم نتيجة تفاعل بين البنى المعرفية والمحيط الطبيعي |
فيغوتسكي | التعلم يتم داخل سياق اجتماعي؛ ZPD أساس كل تعلم جديد |
برونر | التعلم بالاكتشاف التدريجي، والمعرفة تُبنى عبر التمثيل الحسي فالصوري فالرمزي |
📌 خلاصة:
التعلم، في ضوء البنائية، هو عملية داخلية تراكمية وتكوينية، تتطلب نضجًا معرفيًا، وتفاعلاً مع المحيط، وتوظيفًا للخطأ، واستثمارًا للتجربة، لبناء معرفة ذاتية المعنى، لها وقع في الحياة الواقعية.