خاتمة

  إن أي محاولة لـتأريخ المنظومة التربوية بالمغرب ستظل، مهما بلغت من الدقة والجهد، ناقصة ومبتسرة، إذ يصعب أن تحيط بكل مفاصل هذه المنظومة أو تتبّع مآلات مختلف الخطط الإصلاحية التي جُنّدت لتقويم مسارها.

  وذلك في ظل سعي مستمر إلى بناء مدرسة مغربية عصرية وحداثية، منسجمة مع رؤية المغرب الجديد، دون أن تنفصل عن مقوماته التاريخية الأصيلة التي تشكّل هويته الجامعة: العربية، الأمازيغية، الإفريقية.

  لقد كان – ولا يزال – قدر هذه المنظومة أن تخضع لتجريب مستمر لمشاريع إصلاحية متتالية، لا تلبث أن تُراجع ويُعاد النظر فيها، بناءً على ما تكشفه الممارسة من اختلالات، أو ما تفرضه التحديات المتسارعة من متطلبات جديدة.

  وهكذا، أصبحت المدرسة المغربية رهينة لدوامة الإصلاحات المتكررة، دون التمكّن من بناء تصور مستقر وشامل، يُعيد ربط المدرسة بعمقها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، بعدما همّشتها السياسات التربوية المتعاقبة، وسعت في المقابل إلى ضبط إيقاعها على وقع التحولات الاقتصادية العالمية السريعة.