المستجدات والتوجهات الوطنية في مجال التربية والتكوين
يقتضي البحث في مسارات منظومة التربية والتعليم في بلادنا التعمّق في دراسة أشكال ومؤسسات التربية والتعليم، سواء التقليدية منها أو الحديثة، من خلال الكشف عن بنياتها التنظيمية، وأطرها القانونية والتشريعية، ورصد تطورها عبر الزمن. ويشمل هذا التحليل تتبّع الاختيارات التربوية والبيداغوجية التي رافقت مختلف مراحل الإصلاح، والتي عكست توجهات المجتمع نحو تحديث المدرسة المغربية، وتجديد أدوارها، وتنويع خدماتها التربوية، وتعزيز جاذبيتها.
وتزداد أهمية هذا المسعى في ظل التنافسية الشرسة التي تميز العصر الراهن، الموسوم بانفتاح غير محدود على مصادر متجددة وميسّرة للتربية والتكوين، مما يُحتم علينا تحليل المسارات التاريخية للمنظومة التربوية المغربية، وتقييم تأثير السياسات الإصلاحية المتعاقبة على هوية المدرسة المغربية وجودة مخرجاتها.
كما يستوجب هذا التحليل الكشف عن مواطن القصور والاختلالات، سواء على المستوى البنيوي أو الوظيفي، التي تعيق أداء المدرسة لأدوارها في تحقيق التنمية المنشودة، والإقلاع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ويُعتمد في هذا العرض منهجٌ وصفي-تحليلي ذو بعد تاريخي، يسمح بفهم أعمق لسياقات التحول، واستيعاب التحديات الراهنة والمستقبلية.